تاريخ
٣٠٠ عام من الإبداع السكندرى.. «عائلة الدوجيشى».. أجدادهم شاركوا فى بناء أسطول محمد على
الأنامل تنقُش وتُنمق الأشكال وأخرى ترُص الألواح الخشبية فى نسق هندسى دقيق لتتعانق مع بعضها البعض فيكسوها الجلد أو تتزين بألوان الدهانات الفاخرة، فتصير هيكلا خشبيا صمم بإبداع ليُعانق الأمواج مُعلناً عن ولادة يخت أو مركب فارهة الأثاث، إنها وسيلة التنزه وسط أمواج البحار لملاكها من الأثرياء فقط .
وعن صناعة اليخوت يقول حمدى الدوجيشى ، والذى يعمل فى صناعتها منذ 65 عاماً، هذه مهنة ورثتها عن آبائى وأجدادى، فعائلتى كانت تُمارس صناعة اليخوت منذ أكثر من 300 سنة بالإسكندرية شاركوا خلالها فى بناء «أسطول محمد على باشا»، ويضيف بتفاخر أنه كان ضمن المجموعة الموجودة أسماؤهم فى لوحة الشرف التى قامت بتكليف من القوات البحرية المصرية بأعمال صيانة ليخت المحروسة الذى استقله الرئيس عبد الفتاح السيسى فى افتتاح تفريعة قناة السويس الجديدة، حيث يُعد اليخت الثانى على مستوى العالم بعد يخت القوات البحرية الأمريكية.
وعن مراحل تصنيع اليخت بشكل عام، يشير الدوجيشى بأن العميل يأتى إليه ويطلب منه شكلا وحجما معينا لليخت، وبناء عليه يقوم بتفصيل الهيكل من الخشب بعد رسم تصميماته ثم يبدأ فى وضع الأجزاء المختلفة لاستكمال شكل اليخت. بعدها تأتى مرحلة تجليد الخشب لتغطيته ثم مرحلة الدهانات وتركيب الموتور للتشغيل وتجهيز محتويات اليخت ، وتتفاوت أسعار اليخوت فعادة تتكلف ما بين مليون و3 ملايين جنيه مصرى، ويتراوح طول اليخت ما بين 11 إلى 35 مترا ويستغرق العمل فى تجهيزه مدة تتجاوز 18 شهرا، فهو عبارة عن فندق متحرك خاصة تلك اليخوت الكبيرة التى يكون ملحقا بها غرف للنوم والمعيشة ومطبخ وحمام .
ويقول حمدى إن مهنة صناعة اليخوت يغلُب عليها الطابع الفنى، لكنها فى الفترة الأخيرة تواجه مشاكل كثيرة أكبرها هجرة العمالة منها وتعرضها للاندثار. وفى مصر سابقاً كان يوجد قسم بمدارس الصنايع لبناء وتجهيزات السفن، لكنه أُغلق الآن خاصة أن الاتجاه الآن لصناعة اليخوت من الحديد لتوفير بند الصيانة، والتى عادة تكون مستوردة ويكون سعرها ما بين 50 مليونا إلى 100 مليون جنيه وتعد مدينة رشيد رائدة مجال صناعة مراكب الصيد والغطس فى مصر ومازالت تقاوم عمليات الاندثار والانقراض للمهنة حتى الآن.
ويضيف أن دولا مثل هولندا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا تهتم بتلك المهنة وتساعدها بإقامة المعارض حيث تقوم كل دولة بتصنيع الموديل الخاص بها سنويا مثل السيارات ولا يكون للعميل تدخل فى شكل أو تجهيزات اليخت.
أما عن وضع تلك المراكب على أرض الواقع يقول حمدى الدوجيشى، إن مصر بها نحو 3000 مركب تعمل فى مجال السياحة والغطس، لكنه أصبح من الصعب استخراج رخصة جديدة الآن، حيث إن تكلفة الرخصة تتعدى أكثر مليونى جنيه ، وسواحل البحار، اكتفت بهذا العدد، وأصبح تجديد أو استبدال مركب بآخر هو السبيل وتنتعش هذه المراكب فى مجال الصيد والغطس فى الغردقة وشرم الشيخ. من جانبه يقول عزت الدوجيشى، إنه يعمل فى تلك المهنة منذ 30 عاماً، وإن أسباب ارتفاع أسعار اليخوت أو مراكب الغطس يرجع إلى مدى تمتعها بوسائل الأمان العالية والجماليات التى تحاكى القصور الفارهة، حيث تكون اليخوت وسيلة رجال الأعمال للتنزه وإقامة الحفلات فى أعالى البحار، وهى تختلف بالطبع فى تصميمها عن مراكب الصيد التى تقتصر على توفير أماكن لوضع أدوات الصيد وتخزين الأسماك.